لا ادري هل من الاجدر بي ان احسد ابي على موته منذ عامين لأنه لم يعاني حالة الاحباط التي اعيشها ام اتحسر لان الله لم يمد في عمره كي يرى انتفاضة شعبه و التغيير في بلاد الضاد…. شعور يغامرني انني عشت كذبة كبيرة خلال عشرون عاما من حياتي في بلدي الغريب, خال لي فيها انني قد ترعرعت مع اصحابي في جو يسوده الاخاء المحبة السلام, كل منا على عقيدته كل منا على فكره و كنا « كما تهيء لي لغبائي » اننا نثق بعضنا بالأخر ان المشاعر التي نتبادلها كانت نابعة من تربيتنا من شخصياتنا من احتكاكنا بالأخر و ليست مملاة علينا من تعاليم الحزب الحاكم او قانون الجمهورية او خوفا من العقاب….. انا من سوريا بلد العشرة الاف حول اول بلاد الديموقراطية ايام الفينيقيين مصدر الحضارة والابجدية انا من اهدى بولص الى الطريق من اول البلاد مسيحية انا من دخل في الاسلام طوعا و نشر الضوء الى العالم من حكم الاندلس من ضم تحت لوائه عرب و عجم من عاش على ارضي من الاقليات حتى اضحت الاغلبية عبارة عن اتحاد فيدرالي بينهم….. انا من خلق القومية العربية لصد فكر رجعي نادى بمبادئ تنافي تاريخي….. انا من جسد الوعي في بلاد الضاد و سعى لتوحيدها…… والان يأتي من يقول لي لا يسعني ان اثق بك و بما ستأتيني به فيما بعد…… كأنني كنت اعيش « the truman show » حياة يحكمها التمثيل و النفاق و البلد الذي يعيش في مخيلتي ابدا لم يوجد في مكان اخر…. كل الصامتين ينتظرون اخر المطاف ليبكوا على الاطلال…. علما ان القافلة مرت من امامهم و كان بإمكانهم ان يأخذوا الزمام و يساعدوا في توجيهها ولكن اسهل بكثير القول « لهون وصلتونا ؟؟؟ شفتوا ليش كنا خايفين » ….. « الله يرحم ايام صدام » « الله يرحم ايام الاتحاد السوفيتي » الله يرحمنا……….. لقد وصلنا اليوم الى نقطة مهمة « مع ولا ضد » او بشكل حضاري اكثر « موالي او معارض » انا احترم هذا و اعتبره تقدم ملحوظ ولكن سؤال يجوب في رأسي منذ اكثر من شهرين « هل سأستطيع محاورة اصدقائي المواليين او بالمشرمحي هل سأدخل سوريا مرة اخرى دون « بدك تشرفنا على فنجان قهوة », لنأخذ مثال بلد يعتبر ديموقراطي « فرنسا » الحزب الحاكم يمثل 22% من الشعب فهل يعني هذا الباقي خونة؟؟؟؟؟؟ بلد المعارضة فيه تمثل نفس النسبة ما يعني ان اغلبية الشعب لا يرى نفسه ل في الحزب الحاكم ولا المعارضة وكل خمسة سنوات تتغير الادوار والمعارض يغدو الحاكم…… « نحن وضعنا مختلف بوجود اسرائيل » بالله هل صادفتم يوم في حياتكم سوري يبغي التطبيع مع اسرائيل او ان موقفه مغاير للموقف السوري « منذ 60 عاما » او لا يجعل من فلسطين همه الشاغل……. ؟؟؟ هل يوجد سوري واحد يقبل بالخروج عن الصف الوطني القومي عندما يكون هناك خطر محدق بالوطن……؟؟؟ الموضوع لم يعد مسألة أشخاص « من سيحكم » بل طريقة « كيف سيحكم » و هذا يبقى قرار « من سيُحكم » و كما قال العقيد « لا رجوع…. الى الامام » المثل اللاذقاني الشهير: »اللي ما بيوقف على عنزتو بتجبلو جدي »
Mis à jour : 30 mai 2011 à 19:16
0 commentaire